المخبر
مركز آفاق للدراسات والتدريب
الكرسي العلمي “مالك بن نبي” للدراسات الحضارية
المخبر المتعدد التخصصات في الدراسات الحضارية
التعريف بالمخبر:
المخبر المتعدد التخصصات في الدراسات الحضارية هو مؤسسة بحثية وعلمية ترنو الى دراسة وفهم أفكار ومفاهيم ونظريات وبراديغمات المفكر الجزائري مالك بن نبي قصد تفعيلها في السياق الجزائري خاصة، والعالم الإسلامي بصفة عامة، واعطاءها بعداً عمليا تصبح بموجبه قابلة للتحقيق على ارض الواقع؛ بمعنى الخروج بـهذه الأفكار من الجانب النظري البحت الى الجانبين التطبيقي من جهة والاستشرافي الاستراتيجي من جهة أخرى. يتكون المخبر من أربع فرق متكاملة الأهداف والوظائف بحيث تضطلع الفرقة الأولى -التي تُحول الى “مركز تفكير” (Think Tank) – بقيادة العمل البحثي لبقية الفرق الفرعية الثلاثة والاشراف عليه وتوجيهه.
|
أهداف ومهام المخبر
تكمن أهداف مركز البحث في انتاج معرفة استراتيجية متكاملة حول قضايا النهضة الحضارية في الجزائر بصفة خاصة، والعالم الإسلامي بصفة عامة، بحيث تكون هذه المعرفة -التي تَجد في براديغمات مالك بن نبي مرجعا لها- موجهة نحو التأثير في السياسات النهضوية والتنموية العامة وصياغة استراتيجيات مستقبلية. وبالتالي، فإن المهمة الرئيسية للمركز تكمن في اعداد أوراق سياسات وتوصيات لصناع القرار فيما تتجه الفرق الثلاث الأخرى الى التأثير على الرأي العام وتوجيهه من خلال تعزيز حضور فكر مالك بن نبي في الفضاء العام وتفعيله في الواقع في مجالات الفكر والاجتماع والسياسة.
إن تقسيم المخبر الى أربع فرق يسهم في التوازن بين الجوانب الثلاث المستهدفة: التنطير والتطبيق والاستشراف. إن إعادة قراءة ودراسة الفكر البنابي من خلال الأدوات المنهجية التي تتيحها العلوم الإنسانية والاجتماعية (الذي تضطلع به فرقتين بحثيتين) يمكن من وضع “الإطار المَرجعي” وصياغة “البراديغمات” البنَابِية التي تصبح “الخلفية” و”الأرضية الفكرية” التي ينطلق منها مركز البحث في دراسة وتحليل السياسات التعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في الدول الاسلامية من منظور “شروط النهضة” ومتطلباتها، ومن ثمة استشراف مستقبل العالم الإسلامي ومآله والسيناريوهات المستقبلية والذي يُكلل بإعداد وإصدار أوراق بحثية وتقارير استراتيجية وتقييمات.
فالتفكير “مع” مالك بن نبي يتنافى ويتجافى مع إعادة “اجترار” مقولات مالك بن نبي وبعض مفاهيمه وتوظيفها في بعض المناسبات بهدف الدفاع عن بعض الاطروحات أو درئها، لأن ذلك يتطلب جهداً فكرياً يسهم في وضع “البراديغمات” التي تشكل المرجعية الفكرية التي من خلالها نتمكن من فهم وتحليل مشكلاتنا الحضارية الراهنة واقتراح مخارج عملية، ومن ثمة صياغة رؤى استراتيجية وسياسات قابلة للتطبيق وكذا “مؤشرات للنهضة” مستلهمة من “البراديغمات” البنابية.
فوضع البراديغمات البنابية في إطار هذا المخبر هو ضروري جدا إذ تكمن أهميتها في تحويل الفكر البنابي من “تراث فكري” الى أداة لتحليل مشكلاتنا الراهنة المرتبطة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية وأزمات النظام السياسي في العالم الإسلامي واقتراح حلول عملية لهذه القضايا.
في هذا الإطار، يرنو المركز الى بناء “قاعدة بيانات معرفية” تضم كل تجارب النهضة (النهضة اليابانية والنهضة الصينية والنهضة الصناعية الغربية…) وصياغة “مؤشرات النهضة” في الجزائر خاصة، والعالم الإسلامي عامة وتكليف “وحدة الرصد” بتتبع هذه “المؤشرات الاستراتيجية” ويكون ذلك بإعداد أوراق استراتيجية وتقارير مختصة (شهرية) تعنى بالتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في العالم الإسلامي، مبنية على المبادئ المستخلصة من فكر مالك بن نبي.
حتى يضطلع المركز بمهامه الاستشرافية والاستراتيجية من وجهة نظر مالك بن نبي، يحتاج الى موارد بشرية مختصة (باحثون مختصون في الفكر العربي والإسلامي والفكر الحضاري وفكر مالك بن نبي + مترجمون محترفون في اللغة العربية واللغات الأجنبية + أكاديميون مختصون في علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة…). أخيراً، يَتعين على المركز تقديم وتطوير حلول استراتيجية عبر تنظيم ورشات عمل للخبراء في مختلف المجالات وكذا ندوات تفاعلية تجمع بين الخبراء وصناع القرار، بالإضافة الى مؤتمر سنوي حول “السياسات الحضارية”، على أن لا يقتصر نطاق عمل المركز فقط على المستوى المحلي وأن يتجازر ذلك الى الشراكة مع المراكز البحثية الوطنية والدولية ومراكز الفكر العالمية.
أهداف الفرقة رقم 1:
تكمن أهداف مركز البحث في انتاج معرفة استراتيجية متكاملة حول قضايا النهضة الحضارية في الجزائر بصفة خاصة، والعالم الإسلامي بصفة عامة، بحيث تكون هذه المعرفة -التي تَجد في براديغمات مالك بن نبي مرجعا لها- موجهة نحو التأثير في السياسات النهضوية والتنموية العامة وصياغة استراتيجيات مستقبلية. وبالتالي، فإن المهمة الرئيسية للمركز تكمن في اعداد أوراق سياسات وتوصيات لصناع القرار فيما تتجه الفرق الثلاث الأخرى الى التأثير على الرأي العام وتوجيهه من خلال تعزيز حضور فكر مالك بن نبي في الفضاء العام وتفعيله في الواقع في مجالات الفكر والاجتماع والسياسة.
إن تقسيم المخبر الى أربع فرق يسهم في التوازن بين الجوانب الثلاث المستهدفة: التنطير والتطبيق والاستشراف. إن إعادة قراءة ودراسة الفكر البنابي من خلال الأدوات المنهجية التي تتيحها العلوم الإنسانية والاجتماعية (الذي تضطلع به فرقتين بحثيتين) يمكن من وضع “الإطار المَرجعي” وصياغة “البراديغمات” البنَابِية التي تصبح “الخلفية” و”الأرضية الفكرية” التي ينطلق منها مركز البحث في دراسة وتحليل السياسات التعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في الدول الاسلامية من منظور “شروط النهضة” ومتطلباتها، ومن ثمة استشراف مستقبل العالم الإسلامي ومآله والسيناريوهات المستقبلية والذي يُكلل بإعداد وإصدار أوراق بحثية وتقارير استراتيجية وتقييمات.
فالتفكير “مع” مالك بن نبي يتنافى ويتجافى مع إعادة “اجترار” مقولات مالك بن نبي وبعض مفاهيمه وتوظيفها في بعض المناسبات بهدف الدفاع عن بعض الاطروحات أو درئها، لأن ذلك يتطلب جهداً فكرياً يسهم في وضع “البراديغمات” التي تشكل المرجعية الفكرية التي من خلالها نتمكن من فهم وتحليل مشكلاتنا الحضارية الراهنة واقتراح مخارج عملية، ومن ثمة صياغة رؤى استراتيجية وسياسات قابلة للتطبيق وكذا “مؤشرات للنهضة” مستلهمة من “البراديغمات” البنابية.
فوضع البراديغمات البنابية في إطار هذا المخبر هو ضروري جدا إذ تكمن أهميتها في تحويل الفكر البنابي من “تراث فكري” الى أداة لتحليل مشكلاتنا الراهنة المرتبطة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية وأزمات النظام السياسي في العالم الإسلامي واقتراح حلول عملية لهذه القضايا.
في هذا الإطار، يرنو المركز الى بناء “قاعدة بيانات معرفية” تضم كل تجارب النهضة (النهضة اليابانية والنهضة الصينية والنهضة الصناعية الغربية…) وصياغة “مؤشرات النهضة” في الجزائر خاصة، والعالم الإسلامي عامة وتكليف “وحدة الرصد” بتتبع هذه “المؤشرات الاستراتيجية” ويكون ذلك بإعداد أوراق استراتيجية وتقارير مختصة (شهرية) تعنى بالتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في العالم الإسلامي، مبنية على المبادئ المستخلصة من فكر مالك بن نبي.
حتى يضطلع المركز بمهامه الاستشرافية والاستراتيجية من وجهة نظر مالك بن نبي، يحتاج الى موارد بشرية مختصة (باحثون مختصون في الفكر العربي والإسلامي والفكر الحضاري وفكر مالك بن نبي + مترجمون محترفون في اللغة العربية واللغات الأجنبية + أكاديميون مختصون في علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة…). أخيراً، يَتعين على المركز تقديم وتطوير حلول استراتيجية عبر تنظيم ورشات عمل للخبراء في مختلف المجالات وكذا ندوات تفاعلية تجمع بين الخبراء وصناع القرار، بالإضافة الى مؤتمر سنوي حول “السياسات الحضارية”، على أن لا يقتصر نطاق عمل المركز فقط على المستوى المحلي وأن يتجازر ذلك الى الشراكة مع المراكز البحثية الوطنية والدولية ومراكز الفكر العالمية.
التعريف بالفرقة الثانية وأهدافها: فرقة الترجمة والتوثيق.
على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على وفاة مالك بن نبي، إلا أن جزءًا كبيرًا من تراثه الفكري لا يزال في حاجة إلى توثيق علمي رصين إذ لا تزال الكثير من نصوصه (خاصة المقالات) غير مترجمة الى اللغة العربية وهو ما أدى الى حرمان الكثير من المهتمين والدارسين لفكر الرجل من الاطلاع والاحاطة بفكره، فضلاً عن حاجة أعمال مالك بن نبي الكبرى المترجمة الى اللغة العربية الى مراجعة “ترجمية” دقيقة، وذلك بالنظر الى الأخطاء التي تحتويها. وبالتالي، فإنه من المهام الرئيسة لهذه الفرقة هو إعادة ترجمة كتب مالك بن نبي من اللغة الفرنسية الى اللغة العربية بأقلام جزائرية ويكون ذلك تحت اشراف الكرسي العلمي “مالك بن نبي” للدراسات الحضارية، بمعنى مراجعة وتحقيق الترجمات التي قام بها كل من عبد الصبور شاهين وعمر كامل المسقاوي والاسهام في “تعريب” فكر مالك بن نبي وجعله متاحاً للمنشغلين في الفكر الحضاري والدراسات الثقافية والإسلامية.
وبالتالي، فإنه من مهام هذه الفرقة جمع وجرد وتوثيق كل ما أنتجه مالك بن نبي من كتب ومقالات مطبوعة ومنشورة ومخطوطات غير معروفة، فضلاً على “المراسلات” والمقابلات والمؤتمرات والأشرطة السمعية والبصرية. هذا العمل يتيح إنشاء “قاعدة بيانية رقمية” توثق الإنتاج الفكري لمالك بن نبي بلغته الاصلية أولاً، وهو ما يمكن هذه الفرقة من مراجعة وتحقيق الترجمات القديمة من اللغة الفرنسية الى اللغة العربية من جهة ومُباشرة ترجمة النصوص الغير منشورة والغير معروفة الى اللغة العربية من جهة أخرى. وعلاوة على ما تقدم، فإنه من الضروري كذلك أن يتم إعداد ببليوغرافيا شاملة حول الدراسات التي تناولت فكر الرجل وهذا بهدف تدارسها ونقدها وتقييمها.
إنه من الأهمية بمكان أن تُدرج هذه الفرقة ضمن مهامها ترجمة “مختارات” من فكر مالك بن نبي الى لغات عالمية كالإنجليزية والاسبانية والصينية والتركية، وهذا بهدف التعريف بمالك بن نبي على النطاق العالمي.
مما لا شك فيه، فإن هذه الفرقة ستقدم وتوفر دعماً علمياً كبيراً لبقية فرق المخبر من خلال النصوص المترجمة والمُؤرشفة والمُوطنه في المخبر بحيث تُسهل وصول الباحثين في الفرق الأخرى الى المؤلفات الاصلية والمترجمة لمالك بن نبي، كما تعزز من الحضور العالمي للفكر البنابي بفضل ترجمة بعض “المختارات” الى بعض اللغات العالمية.
التعريف بالفرقة الثالثة وأهدافها: فرقة الدراسات السوسيولوجية والثقافية:
شَملت اسهامات مالك بن نبي في ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية صياغة نظريات جديدة وأصيلة في الحضارة والتاريخ وفلسفته والثقافة والاقتصاد ومن ثمة بلورته لمفاهيم ومصطلحات جديدة؛ فمفاهيم القابلية للاستعمار ومجتمع ما بعد الموحدين والمعامل الاستعماري والنزعة التذريرية وذهان السهولة وذهان الاستحالة و”العطالة الاجتماعية” والبوليتيكا و”الزردة”…بلورها وطورها صاحبها عندما انكب على دراسة ظاهرتي تخلف المسلمين التاريخي وكذا الاستعمار. أما نظريته في التاريخ، التي حاول من خلالها فهم ديناميكية المجتمعات التاريخية والعوامل المُحددة لوجهتها التاريخية، فجاءت هي الأخرى أصيلة إذ تلخصت في جدلية العوالم الثلاث في إطار العالم الثقافي للمجتمع. أما نظرية الحضارة فجاءت في شكل معادلة: الانسان + التراب + الوقت بالإضافة الى العامل المُركب (الفكرة الدينية او بديلتها اللادينية). نظرية الثقافة التي لخصلها صاحبها في أربع فصول (العامل الأخلاقي والنزعة الجمالية والنزعة العملية البراغماتية والعلم) جاءت هي الأخرى اصيلة وعميقة في الطرح، فهي تمثل الإطار المرجعي الذي يوجّه السلوك الاجتماعي ويصوغ شخصية الفرد والمجتمع معاً. ومع أن نظرية مالك بن نبي في الاقتصاد تبقى الحلقة الاضعف والأكثر هشاشة في المشروع الحضاري البنابي، وهذا بشهادة المختصين الكبار في العلوم الاقتصادية، إلا أن بعض الأفكار التي وضعها مالك بن نبي وطورها في الكثير من مقالاته التي عالجت بعض القضايا الاقتصادية والتي جُمع بعضها في كتاب معنون:” المسلم في عالم الاقتصاد” لم تَخلو هي الأخرى من بعض الأفكار والمفاهيم الجديدة والاصيلة كالمعادلة الشخصية للفرد والمعادلة الاجتماعية والاقتصادانية والتكديس….
في هذا الإطار، فإنه تَقرر إنشاء فرقة الدراسات السوسيولوجية والثقافية داخل مخبر “كرسي مالك بن نبي للدراسات الحضارية”، إذ تُعنى اولاً بدراسة وفهم نظريات مالك بن نبي ومفاهيمه والتعمق فيها كدراسة وتحديد العوامل السوسيولوجية والثقافية التي تُسهم في ميلاد المجتمعات وصناعة التاريخ وولوج حركته، كما تركز على تفكيك أسباب قابلية المجتمعات المسلمة للتخلف والانحطاط والعطالة، واستكشاف شروط نهضتها من خلال وضع “مؤشرات للنهضة” قابلة للقياس والتحقق. هذا يعني أن تضطلع هذه الفرقة بمهمتين:
اولاً: أن تهدف هذه الدراسة النظرية لنظريات ومفاهيم مالك بن نبي الى تحديد البراديغم الحضاري البنّابي الشامل الذي يشكل ثانياً: المرجعية الفكرية والإطار التفكري الذي يتم من خلاله النظر في الظواهر الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية الراهنة وتحليلها وتفكيكها قصد فهمها وتفسيرها.
وبالتالي، فإنه من الأهمية بمكان اسقاط فكر مالك بن نبي (الذي أنتج في سنوات الاربعينيات والخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، أي في سياق تاريخي واجتماعي وسياسي واقتصادي مختلف نوعاً ما عن “مرحلتنا الراهنة”) وتوظيفه من اجل فهم وتفسير واستيعاب أسباب تأخر المسلمين في مرحلتنا الراهنة من منظور البراديغم الحضاري البنّابي الشامل، مع استشراف شروط النهضة التي لا بد ان تُصاغ هي الأخرى في شكل “مؤشرات حقيقية”. هذا العمل يمكن هذه الفرقة من الابتعاد عن القراءات الاحتفائية و”الاجيوغرافية” و”الاجترارية” التي تفتقد الى الابداع والتجديد والاجتهاد واعمال الفكر النقدي والتي تَنم عن “فقدان للفعالية” الفكرية. إن الاكتفاء باستدعاء النصوص والأفكار والنظريات والمفاهيم البنابية كما وردت في سياقها الأصلي وتكرارها دون نقد أو مساءلة أو محاولة لإعادة انتاجها في ضوء التحديات الجديدة والتحولات المتسارعة التي يعرفها العالم لا تخدم فكر مالك بن نبي بل تسهم في افقاره (appauvrissement) وجعله “عقيماً”. وعليه، فإن الباحثين في هذه الفرقة مدعوون الى استيعاب فكر مالك بن نبي في السياق التاريخي الذي أنتج فيه ومن ثمة فهمه في عمقه، ثم إعادة صياغته بهدف اسقاطه على الواقع الراهن وفق حاجات الأمة الاسلامية ومقتضيات عصرها، بمعنى تجاوز النقل الى الاستيعاب الى صياغة البراديغم الحضاري البنّابي الشامل والذي يتحول بمقتضى هذا العمل الى أداة للتجديد.
مما لا شك فيه، فإنه بحكم توجه فرقة الدراسات السوسيولوجية والثقافية الى التحليل السوسيولوجي للمقولات والمفاهيم والنظريات البنابية من جهة، و كذا الى البحوث الميدانية حول مظاهر الثقافة واللاثقافة في المجتمع وقياس الوعي الاجتماعي او الوعي الجمعي في المجتمعات الإسلامية من خلال بعض المؤشرات الكمية والكيفية وأدوات القياس كالاستبيانات الميدانية والمقابلات المعمقة…فإن هذه الفرقة ستغذي بقية الفرق خاصة الفرقة الأولى بالمعطيات والتحليلات السوسيولوجية الضرورية لاستشراف المستقبل واقتراح استراتيجيات نهضوية مستلهمة من البراديغم الحضاري البنّابي الشامل.
التعريف بالفرقة الرابعة وأهدافها: فرقة الدراسات السيكولوجية والتربوية:
فرقة الدراسات السيكولوجية والتربوية هي واحدة من اهم الفرق البحثية المنضوية تحت “مخبر مالك بن نبي للدراسات الحضارية” التي تُعنى بدراسة وتحليل وتفكيك جانبين مهمين متكاملين في سياق النِهَاض الحضارية في العالم من وجهة نظر مالك بن نبي؛
أي أولاً: البعد النفسي للفرد والمجتمع، إذ تتوجه جهود الباحثين في هذا المحور الى فهم وتفسير العقد والامراض النفسية (عقدة النقص والشعور بالدونية اتجاه الآخر المختلف حضارياً وثقافياً والاستلاب النفسي والاغتراب الحضاري وفقدان الثقة في الذات وذهان السهولة وذهان الاستحالة…) التي تعاني منها “الشخصية الجزائرية” خاصة وغالبية مسلمي القرن 21م، ولا يكون ذلك في الجانب النظري فقط، حتى لا ينحصر العمل البحثي في بعض التخمينات المنفصلة عن واقعنا الاجتماعي والتي تفضي غالباً الى بعض التوصيات العقيمة التي لا أساس لها من الناحية المنهجية والنظرية والتطبيقية والعلمية فتأتي في شكل “أدبيات” “لابد على” وانه من الضروري” و”ينبغي على…”.
وعليه، فإن توجه الباحثين في هذا المحور الى الدراسات الميدانية إجراء لا مفر منه ومسار محتوم، إذ أنه من دونها لن ينتجوا إلا “كلام صالونات” و”أدبيات” لا طائل منها. إذ قبل صناعة انسان الحضارة لابد من تحريره من عقده النفسية كالشعور بالدونية والانهزامية الحضارية والاستلاب الحضارية، ولا يمكن تحريره من هذه الامراض والعقد النفسية إلا بعملية تشخصية ترمي الى تحديد المسببات والعلل. إنه من الأهمية بمكان إنجاز دراسات ميدانية حول المشكلات النفسية في الواقع الجزائري والعربي الإسلامي (ضعف الدافعية، نزوع الشباب الى الإدمان والسلوك الاجرامي والعنف، إشكالية الانهزامية الحضارية لدى الشباب، فقدان النفس الحضارية الطويل، التقليد الاعمى للغرب، اضطرابات الهوية وضعف تقدير الذات…). إننا اليوم في حاجة ماسة الى دراسات ميدانية وتطبيقية وتطوير “أدوات قياس (باروماترات)” للدافعية والفاعلية الاجتماعية والابداع والوعي النفسي والحضاري ووضع مؤشرات حقيقية عن الوضع حتى يتسنى لنا ضبط كلامنا ووضع نتائجنا وتوجيه أهدافنا، فلا نقول ونتكلم كما يتكلم المثيقفون والدجالون ومحترفوا البوليتكا والديماغوجيا.
ثانياً: البعد التربوي الذي يُعنى (بعد تحرير الفرد من أمراضه وعقدة النفسية وتأهيله النفسي) بتكوين انسان متوازن نفسياً وفاعل حضارياً عن طريق التربية، ويكون ذلك، كما في المحور الأول، بالاهتمام بالجانبين النظري والتطبيقي، فعلاوة على الانكباب على بعض الاشكاليات التي عالجها مالك بن نبي في ذات الموضوع كقضايا “الوعي الحضاري” (قضية الوعي بوضعنا داخل دورتنا الحضارية والدورة الحضارية الانسانية) “والتنشئة الثقافية” والسلوك الحضاري والتغيير الاجتماعي عن طريق الثقافة (الآليات التربوية والثقافية لصناعة الانسان الفعال أو إنسان الحضارة)، يضطلع الباحثون في هذا المحور بإعداد أدوات قياس ومؤشرات، كوضع مقاييس لقياس مستوى الوعي النفسي-الحضاري وتطوير باروميترات تربوية لقياس أثر التربية في بناء الإنسان الحضاري. وبالتالي، يُتيح هذا العمل الميداني -الذي يشكل أرضية صلبة وأساساً علمياً متينا-تطوير مقاربات سيكولوجية وتربوية معاصرة ومتوافقة مع البيئة الجزائرية بصفة خاصة والإسلامية بصفة عامة ومنسجمة مع البراديغم الحضاري البنّابي الشامل، وهو ما يساعد على فهم وتجاوز المعيقات النفسية والتربوية أمام نهضتنا.
وفضلاً عما تقدم، فإنه من الضروري أن تستثمر فرقة الدراسات السيكولوجية والتربوية نتائج دراساتها النظرية والميدانية على ارض الواقع، ويكون ذلك؛
- بتقديم مقاربات تربوية لبناء وعي حضاري وتنمية الإبداع والروح النقدية لدى الشباب.
- الاسهام في إصدار مقاييس وإعداد برامج تكوينية للفاعلين في قطاع التربية الوطنية والجمعيات الثقافية حول التربية على الوعي الحضاري.
- النظر في النظم التعليمية الحالية وتقييمها من منظور حضاري ووضع استراتيجيات تربوية لتنمية الفاعلية والإبداع، والروح النقدية، والانتماء الحضاري.
- الإسهام في صياغة سياسات نفسية وتربوية منسجمة مع مقاربة بن نبي تهدف الى رفع مستوى الوعي الحضاري.